كتبت ـ لمياء علي
صيام مرضى القلب في شهر رمضان المبارك يعتبر من الأمور الهامة التي تشغل بال كثير من الناس، حيث تكثر الأقاويل وتتضارب الآراء حول الإجابة على هذا السؤال: هل هو مفيد أم مضر؟
ولكن إذا تعلق الأمر بصحتنا، علينا ألا نسير وراء التكهنات والآراء الغير طبية ونسعى جاهدين للأخذ بآراء الأطباء المختصون بهذه الأمور.
سنبدأ في صلب موضوع مقالتنا وهو صيام مرضى القلب وشروطه، وهل يحمل في طياته فوائد أم أضرار.
صيام مرضى القلب وفوائده وأضراره:
للصيام عدد من التأثيرات الإيجابية على مرضى القلب، وكما يحمل إيجابيات فهو أيصًا له بعض التأثيرات السلبية .
تأثيرات الصيام الإيجابية على مرضى القلب:
مرضى القلب ينخدعون دائمًا في معلومات مغلوطة ، تكمن تفاصيلها في أن الصيام يؤثر بالسلب فقط على صحتهم ، ولكن من الممكن أن نرجع ذلك إلى حساسية وضع مرضى القلب .
ولأنه يعتبر من أكثر الأمراض الشائعة في البلاد العربية ، لما له من خطورة شديدة على حياة أصحابه إذا تم إهماله، فيجب التدقيق جيدًا في موضوع صيام هؤلاء المرضى، ولكننا نحمل بشرى سارة لمرضى القلب في السطور القادمة.
يؤدي الصيام إلى التخفيف من الأعباء اليومية التي يتحمله القلب بنسبة كبيرة بسبب الإمتناع عن الطعام والشراب ، ولكن هذه الإيجابيات لاتنطبق على بعض حالات مرضى القلب، لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج.
عادات يمنع “مرضى القلب” من إتباعها:
يحذر الأطباء مرضى القلب من إتباع بعض العادات اليومية الخاطئة ومن أهمها:
- ممارسة المجهود العضلي الشديد
- التدخين
- التوتر والقلق الناتجان عن الصيام، والعصبية الشديدة أيضًا .
مرضى القلب الممنوعين من الصيام:
كما للصيام فوائد عديدة لمرضى القلب ، له في نفس الوقت أضرارًا على حالات معينة والتي يجب على أصحابها الإمتناع عن الصيام.
وهذه الحالات تكمن في المرضى الذين يعانون من الجلطة القلبية والذبحة الصدرية والقصور الشديد في عضلة القلب.
شروط صيام مرضى القلب:
يسمح لمرضى القلب بصيام شهر رمضان المبارك والتلذذ بحلاوة هذه العبادة العظيمة بعد تطبيق مجموعة من الشروط.
والتي وضعها الأطباء للحفاظ على سلامة مريض القلب ، وهذه الشروط هي:
اتباع نظام غذائي صحي في رمضان
يتوجب على مريض القلب أن يتبع نظام غذائي صحي في الشهر المبارك ، بدءًا من وجبة الإفطار وحتى السحور .
ففي وجبة الإفطار ينصح الأطباء بتناول الشوربة الساخنة أولًا والإبتعاد عن السوائل المثلجة لما لها من أضرار كثيرة.
وبعد تناوله للشوربة، عليه أن يكثر من تناول الخضروات المسلوقة في وجبة الإفطار الأساسية ، والدواجن منزوعة الجلود والدهون ويفضل تناولها مسلوقة أو مشوية، ناهيك عن تناول طبق من السلطة الخضراء .
عدم الإكثار من الحلويات
يفسح لنا موضوع “صيام مرضى القلب” المجال للتحدث عن عادة سيئة للغاية دائمًا مايتبعها الصائمون وهي ضرورة تناول الحلويات بعد وجبة الإفطار ويكثرون منها،
ولذلك يحذر الأطباء الصائمون بشكل عام ومرضى القلب خصيصًا بعدم الإكثار من الحلويات وترك ثلث للتنفس بعد وجبة الإفطار.
الإبتعاد عن الموالح
- يجب على مريض القلب الإبتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على نسبة أملاح عالية مثل الفسيخ والسردين وغيرها.
- ويكثر من تناول السوائل وشرب الماء لتعويض الجسم عما فقده من ماء خلال ساعات الصيام.
تأخير وجبة السحور
ينصح الأطباء مرضى القلب بأن يقوموا بتأخير وجبة السحور لبعد الحادية عشر مساءً ، والتي من المفضل أن تتكون من الفول والخضروات الطازجة والزبادي والجبن .
الإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة
يعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة على مريض القلب استغلالها أفضل استغلال لأنها تسنح للصائم أن يقلع عن عادة التدخين السيئة خلال ساعات الصيام، مايفيد عضلة القلب .
كما يجب ألا يترك نفسه فريسة للخمول الذي يتعرض له الجسم بعد الإفطار وفي فترة الصيام، بل عليه بترويض رغباته وممارسة الرياضة يوميًا ، لأن الرياضة ستؤدي إلى إنقاص الوزن والتقليل من شبح الدهون الذي يداهم الحالة الصحية للقلب.
عدم التعرض لأشعة الشمس
يتحتم على مرضى القلب الإبتعاد عن أشعة الشمس والأماكن المزدحمة والمغلقة.
التوجه للطبيب المعالج في هذه الحالات
ويتوقف صيام مرضى القلب أيضًا على شعور المريض بآلام معينة أثناء ساعات الصيام أم لا .
فإذا كان مريض القلب يعاني أثناء الصيام بألم في الصدر أو يلاحظ تورم بالقدمين ، هنا عليه أن يتوقف عن الصيام ويتوجه إلى طبيبه المعالج وهو وحده من يقرر ما إذا كان يجوز له الصيام أم لا .
وقبل أن نصل للختام، علينا توضيح نبذة قصيرة عن أعراض مرض القلب وكيفية الوقاية منه:
كما سبق وذكرنا في السطور السابقة أن أمراض القلب تعتبر من أكثر الأمراض رواجًا في عصرنا هذا، وذلك بسبب الإهمال في إتباع الإرشادات الصحية وعلى رأسها عدم ممارسة الرياضة والتدخين وغيرها.
ولكن ماهي أعراض هذا المرض؟ هل تتوحد أعراضه عند الجميع وتتشابه ؟، أم تختلف بإختلاف كل حالة عن الأخرى ؟
أعراض أمراض القلب
تختلف أعراض أمراض القلب حسب إختلاف أسبابها ، وسوف نكتفي بذكر واحدة من هذه الأمراض وأعراضها:
مرض الشريان التاجي
هذا المرض ينتج عنه الذبحة الصدرية، وهذه هي أعراضه:
- ألم شديد في الصدر .
- ضيق في التنفس .
- كثرة التعرق.
- ضربات قلبية غير منتظمة .
- قئ وغثيان شديد.
وبعد استعراضنا للأعراض التي تعطينا مؤشرًا قويًا للانتباه بإحتمالية الإصابة بمرض القلب، يتبقى لنا معرفة العوامل التي تؤدي للتعرض لهذا المرض.
مسببات أمراض القلب:
التدخين
يعتبر التدخين من أكثر الأشياء التي تؤدي للإصابة بمرض القلب، وبالرغم من معرفة كل الأشخاص لخطورته الشديدة ةأنه قد يؤدي للوفاه، ولكن في نفس الوقت يناقضون أنفسهم ولايقلعون عن هذه العادة السيئة .
السمنة المفرطة
وتتواجد السمنة المفرطة لسببين، إما أن تكون ناجمة عن إهمال الشخص لصحته وعدم ممارسة الرياضة، وإما تتكون بسبب هرمونات غير منتظمة أو قد تكون وراثية.
التوتر الشديد والضغط النفسي
تؤثر المشاكل الحياتية اليومية بالسلب على حالتنا النفسية، ما ينجم عنها الضغط العصبي الشديد والتوتر والقلق الزائد ، وهذا يؤدي حتمًا للإصابة بمرض القلب .
سوء التغذية
من الممكن أن تؤدي سوء التغذية إلى الإصابة بأمراض القلب، ولذلك ينصح دائمًا بضرورة إتباع أنظمة غذائية صحية لنتفادى التعرض لمثل هذه الأمراض الخطيرة.
هذا عن مسببات وأعراض أمراض القلب، ولكن ماذا عن طرق الوقاية منه؟ .
طرق الوقاية من الإصابة بمرض القلب
علينا أن نأخذ نصائح وإرشادات الأطباء بعين الإعتبار، ولاننظر لها على أنها مجرد تعقيدات طبية، حتى ننجو من الإصابة بأي مرض، وهذه هي طرق الوقاية من هذا المرض:
- الإقلاع عن التدخين
- ممارسة الرياضة بشكل مستمر ومنتظم ، ولكن بحدود .
- إتباع نظام غذائي صحي والإبتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمقليات .
- الإبتعاد عن المشروبات الكحولية.
وفي ختام موضوعنا، وبعد أن استعرضنا كل الإجابات الخاصة بالتساؤلات التي تدور حول “صيام مرضى القلب” والتي يتطرق لمعرفتها الكثير من المرضى ، علينا أن نتبع كل هذه العادات الصحية في شهر رمضان المبارك، فهي ليست حكرًا على مرضى القلب وحدهم ، فإذا اتبعناها بشكل صحيح، ستنعم أجسادنا بالصحة ولانصاب بالأمراض.