للعلاج الطبيعي دور مهم في إصابات المهن، إن تعرض الإنسان للإصابة المفاجئة أثناء قيامه بعمله في مهنته قد يشعره بارتباك شديد، خاصة إذا كانت خبراته لا تؤهله لمعرفة التصرف السليم الذي يجب عليه فعله عندما تحدث الإصابة.
فيتصرف تصرفات خاطئة تزيد من تفاقم آثار الإصابة بدلاً من علاجها بشكل سليم ونهائي، لذا كان لخبراء العلاج الطبيعي نصائحهم الثمينة في هذا المجال لتوعية المصابين بإصابات بسبب أعمالهم بما يجب عليهم فعله، والمحاذير التي يجب عليهم تجنبها حال إصابتهم بأي إصابة في أجسامهم.
عدم الاكتفاء بتناول المسكنات عند الشعور بألم بالإصابة
أكد الأخصائي أسامة صلاح ببرنامج منتصر النهار، بأن أخطر ما يقوم به المريض عند شعوره بألم في اعضائه أو المفصل الذي يؤلمه هو الاكتفاء بتناول المسكن دون الذهاب للطبيب المتخصص للكشف والعلاج السليم، وشدد على أن هذا الأمر يؤدي إلى تفاقم الإصابة بشكل كبير، بحيث يصعب من خطوات العلاج بعد أن كانت بسيطة إن تم تداركها من البداية.
ويؤكد خبراء العلاج الطبيعي أن تناول المسكنات لا يعالج المرض ولا يمنع ظهور الألم مرة أخرى، بل أن الإفراط في تناول المسكنات يؤدي إلى عدم فعالية المسكن على المدى الطويل وعدم قدرته على تسكين الألم، وأن تناول العقاقير المسكنة بشكل مفرط قد يؤدي إلى أضرار كبيرة على جسم الإنسان، فقد تؤثر على عمل المعدة والكلى في بعض الحالات.
عدم الثبات بوضع واحد للجسم مدة طويلة
يؤكد خبراء العلاج الطبيعي على أنه من الضروري جداً عند ممارسة النشاطات اليومية، عدم الثبات على نفس الوضع لمدة طويلة من الوقت قد تزيد على الساعة، ولكن يجب على الإنسان تحريك جسمه من وقت لآخر حتى لا يتم التحميل على مفاصل الجسم والعضلات بشكل سلبي قد يؤثر على سلامة اعضاء الجسم على المدى الطويل، ويصيبها بالتهابات المفاصل وتشوهات العظام.
ومن الفئات المعرضة للخطر في تلك الجزئية
1 ـ أصحاب الأعمال المكتبية
فأصحاب الأعمال المكتبية يقومون بأعمالهم وهم جالسين على مكاتبهم لساعات طويلة، الأمر الذي يعرضهم لاحتمالات إصابة مفاصلهم وعضلاتهم بإصابات نتيجة جلوسهم مدة طويلة بدون تحريك لأعضاء أجسامهم، وثبات أقدامهم لمدد طويلة على الأرض.
وينصح خبراء العلاج الطبيعي بأن يقوم صاحب العمل المكتبي بالتحرك من مكتبه مرة كل ساعة على الأقل لمدة عشر دقائق يتحرك فيها بالمكان، ولا يشترط قيامه بتمارين خلال تلك الفترة، فيكفي قيامه بالمشي السليم في المكان وقيامه بتحريك أجزاء جسمه في أي عمل عادي في عمله، فهذا يساعد على سلامة أعضاء الجسم من الإصابة بأي مضاعفات محتملة.
2 ـ أصحاب الأعمال التجارية
تعتبر أيضاً من الفئات المعرضة للإصابة بالعديد من الأمراض الفئات التي تقوم بأعمال تجارية مثل البيع والشراء عن طريق الثبات، مثل موظفي الحسابات والكاشير الذين يقفون لمدد طويلة على أقدامهم أو يجلسون طوال مدة عملهم يقومون بعمل واحد وهو أخذ النقود من العملاء ومحاسبتهم دون أن يكون لنشاطهم أي حركة عضوية من أجسامهم.
وينصح خبراء العلاج الطبيعي بأن يتم تبديل الوظائف من وقت لآخر لتلك الفئات، فلا يقومون بنفس العمل مدة طويلة، ولكن يقومون بعمل البيع والشراء من حركة وليس من سكون، كأن يقومون بالانتقال للمنتج بانفسهم لعرضه على العميل، أو الإشراف على المكان من خلال المرور والسير على الاقدام في جنبات المكان، كل ذلك له تأثيره الإيجابي الذي يحافظ على سلامة تلك الفئة.
3 ـ أصحاب الأعمال التعليمية
يؤكد خبراء العلاج الطبيعي بأن أصحاب الأعمال التعليمية مثل المدرسين الذين يقومون بالشرح من الوضع جلوساً على مكاتبهم لمدد طويلة، معرضين هم أيضاً للإصابة في أعضاء أجسامهم ومفاصلهم بإصابات مختلفة نتيجة ثباتهم مدة طويلة على مكاتبهم أثناء شرح المواد التعليمية.
وينصح خبراء العلاج الطبيعي تلك الفئة بأن لا تقوم بعملها من الوضع الثابت جالسين أو واقفين ولكن عليهم بالتحرك أثناء الشرح، وذلك لسلامة أعضاء أجسامهم، وحسن أداء وظيفتهم على الوجه السليم الذي لا يضرهم على المدى الطويل لقيامهم باعمالهم.
4 ـ الطيارين
إن الطيارين قواد الطائرات الذين يقومون بقيادة الطائرة لساعات طويلة جالسين على مقاعدهم قد تصل لخمسة عشر ساعة متصلة، قد يتعرضون لكثير من الأخطار التي تصيب مفاصلهم وأعضاء أجسامهم، لذا ينصح خبراء العلاج الطبيعي تلك الفئة بعدم القيام بذات العمل لفترة طويلة، والتبديل قدر المستطاع بين العديد من الأعمال الخاصة بالطيران فيما بين فريق العمل بعضهم البعض، بحيث يتم توزيع العمل بينهم فلا يقوم ذات الشخص بذات العمل فترات طويلة.
5 ـ سائقي الناقلات والشاحنات بالمسافات الطويلة
إن سائقي الناقلات بالمسافات الطويلة التي قد تصل إلى عدة ساعات يجلسون على مقاعد قيادة السيارات والناقلات، معرضين للإصابة لنفس السبب السابق، الأمر الذي معه يجب عليهم مراعاة ممارسة أعمالهم من خلال الحركة أو القيام بتمارين تحت إشراف متخصص لعلاج الآثار الجانبية الناتجة عن فترات الجلوس الطويلة التي يقضونها في قيادتهم للسيارة أو الناقلة.
تلك الفئات وردت على سبيل المثال لا الحصر، فهناك العديد من الأعمال التي يتعرض فيها أصحابها لخطر الثبات فترات طويلة بدون حركة فيجب عليهم الحفاظ على وقت يقسمونه يقومون فيه بالحركة من وقت لآخر.
عدم التعود على الوضع الخاطئ للجلوس
هناك بعض الأعمال التي تفرض على القائمين عليها الجلوس لفترات طويلة وقد قمنا بالتنويه عنهم في الجزء السابق من المقالة، ولكن المشكلة لا تكمن في مدة الجلوس فقط، ولكن المشكلة تكمن في وضعية الجلوس الخاطئ التي قد تجعل الجسم ينتقل من وضع أعضائه السليم إلى محاولة التكيف مع الوضع الخاطئ.
وبين الأخصائي أسامة صالح في تصريحاته الإعلامية أن من أهم أمثلة تكيف الجسم على الوضع الخاطئ، قيام مفصل الكتف مع أجزاء من الظهر بالانحناء استجابة لوضع الجلوس على المكتب لفترات طويلة بدون فرد الظهر والحفاظ على استقامة العمود الفقري، فيؤدي ذلك إلى تكيف مفصل الكتف مع الوضع الخاطئ والإعوجاج للأمام استجابة لرغبة الجالس على الوضع الخاطئ لفترة طويلة.
وينصح خبراء العلاج الطبيعي بل ويشددون بضرورة الحفاظ على الوضع الصحيح للجلوس بظهر مستقيم للحفاظ على سلامة الظهر والمفاصل وللحفاظ على وضعهم في الجسم بالشكل السليم، وفي حالة ظهور أي تشوه في شكل الفقرات يجب العرض فوراً على المختص حتى يتم العلاج المناسب قبل أن يتطور الأمر لشكل أسوأ.
ضرورة التوقف عن التمرينات الخاطئة التي لا تناسب بعض الأشخاص
يؤكد خبراء العلاج الطبيعي أن هناك فئة تتعرض أعضاء أجسامهم للتشوه نتيجة اختيارهم لتمارين رياضية غير مناسبة لهم، فتسبب لهم تشوه في أجسامهم بدلاً من تنمية أعضائهم بشكل سليم، وعليهم التوقف فوراً عن التمرينات التي يقومون بها بدون إشراف من متخصص، وذلك حتى لا يتعرضون لأمراض تزيد من تهدور حالتهم الصحية.
ويمكن لبعض الرياضيين الذين أصيبوا ببعض الإصابات في رياضتهم، بعد العرض على المتخصص أن يقومون باختيار تمارين مناسبة لتكوينهم الجسماني وتاريخهم المرضي، بحيث، ويمكنهم اختيار الرياضة المناسبة لهم من بين الألعاب المختلفة، فإذا كانت الإصابة في عضو معين، يمكن اختيار لعبة أو رياضة مناسبة لا تمثل عبئ على العضو الضعيف في الجسم وفي نفس الوقت تحافظ على لياقة الجسم بشكل عام.